في مبادرة مجتمعية هي الأولى من نوعها في قطاع غزة لتزويج الشباب، تختلف عن سابقاتها في أنها تُولي حفّاظ القرآن الكريم بأعدادهم الكبيرة فرصة ثمينة في تثبيتهم لحفظ كتاب الله، طمعًا في الأجر من الله ومقابل جزاء دنيوي يتمثل في منحة "الزواج".
"فلسطين الآن"، من خلال تقريرها تابعت عن قرب تفاصيل مشروع الرضوان، لتزويج حفظة القرآن الكريم في قطاع غزة، والذي تنفذّه جمعية التيسير للزواج والتنمية بالتعاون مع جمعية الرياض الخيرية للتنمية المجتمعية.
رئيس مجلس إدارة جمعية الرياض الخيرية للتنمية المجتمعية، رياض شاهين، أكد أن المشروع يستهدف حفّاظ القرآن من الشباب اللذين هم فوق سن الـ (26)، من غير المتزوجين، مشيرًا إلى أن باب التسجيل للمشروع بدأ من يوم أمس، الرابع من شهر فبراير الجاري ولمدة ثلاثة أسابيع.
ولفت شاهين، إلى أن هناك عدد من الشروط والمعايير الواجب توافرها لقبول المتقدمين، معتبرًا أن أهم هذه الشروط أن يكون المتقدم حافظاً لكتاب الله.
وأوضح خلال حديث خاص بمراسلنا، "أن المستفيدين من المشروع سيتقدمون لاجتياز مسابقة قرآنية، من لجنة مختصة في حفظ القرآن الكريم كاملًا".
وتابع شاهين، "أنه لا بد من المستفيد أن يكون عاقدًا لقرانه قبل فترة المسابقة أو خلالها، وأن لا يقل عمره عن 26 عاماً، وأن يكون وضعه المادي، من أصحاب الدخل المحدود".
ونبّه شاهين، إلى أن يكون عقد زواج المتقدم هو عقد زواجه الأول، مبينًا أن المشروع لا يقبل أي من الراغبين في تعدد الزوجات.
على أربع مراحل
بدوره، رحّب رئيس جمعية التيسير للزواج والتنمية، وائل الخليلي، بالتعاون المشترك بين مؤسسته و جمعية الرياض الخيرية للتنمية المجتمعية، مثمّنًا دور الداعمين لمثل هذه المشاريع.
وبحسب "الخليلي"، تتكون مراحل المشروع من أربع مراحل، المرحلة الأولى هي مرحلة الإعلان والتسجيل في المشروع، والتي تمتد لمدة ثلاث أسابيع.
وأضاف، " أن المرحلة الثانية، هي مرحلة إجراء المسابقة القرآنية من خلال عقد اللجان للتصفيات وفرز الفائزين بالمسابقة".
فيما تقوم المرحلة الثالثة، بإلزام وتعهد المستفيدين من حضور البرنامج التدريبي، والذي هو عبارة عن برنامج رخصة قيادة الأسرة، الخاص بالشباب المقبل على الزواج، وهو من أهم البرامج التي تقدمها جمعية التيسير للزواج.
وكشف الخليلي، خلال حديث خاص بـ "فلسطين الآن"، أن هناك عشرات المنح التي سيتم توزيعها خلال المرحلة الرابعة وهي المرحلة الختامية، والتي ستكون عبارة تنظيم حفل زفاف جماعي لاختتام المشروع وتوزيع المنح على المستفيدين من حفظة القرآن الكريم.
وثمّن الخليلي، دور الداعمين والممولين لمنحة تزويج حفظة القرآن، وكل من تكفل بمصاريفهم، خاصًا بالذكر لجنة فلسطين الخيرية وهي "الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالكويت"، وأيادي الخير في دولة قطر.
ودعا الراغبين في التسجيل، لعدم الإسراف والالتزام بمبادئ وتعاليم الإسلام في مراسم الزواج، وتعبئة استمارات الالتحاق في مقر جمعية الرياض للتنمية المجتمعية أو مقر جمعية التيسير للزواج في مدينة غزة.
ويُعتبر مشروع الرضوان، من المشاريع المجتمعية الأولى التي تميزت باهتمامها في حفظة القرآن الكريم، من خلال الجمع في استهداف فئة الشباب "محدودي الدخل"، لبناء عائلات مستقرة وتشجيع الشباب في الإقبال على كتاب الله، وتعزيز الروابط والتكافل الاجتماعي.