9.45°القدس
8.66°رام الله
8.3°الخليل
13.33°غزة
9.45° القدس
رام الله8.66°
الخليل8.3°
غزة13.33°
الجمعة 27 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.16دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.16
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

تقارير "فلسطين الآن"

"تعايش" منظمة إسرائيلية لاستيطان العقول الفلسطينية!

تعايش
تعايش
الخليل - مراسلتنا

​بعد أن التهمت ألسنة الاستيطان مساحات شاسعة من الأراضي فلسطينية، ما زالت الأهداف الاستيطانية تسير بنفس الوتيرة والاتجاه، وهذه المرة لاستيطان العقول الفلسطينية وليس الأرض فقط،  لكن مع تخطيط ممنهج أكثر عنصرية وذكاء، عبر استخدام منظمات بأسماء "خبيثة"، للإيقاع بالفلسطينيين، وجعلهم يتنازلون عن بعض الأرض بقرار منهم على أقل تقدير، بانضمامهم للمنظمات اليهودية، وموافقتهم على مبادئها.

"تعايش" منظمة صهيونية "إسرائيلية"، تنشط في مناطق مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، تهدف إلى خلق بيئة تقاربية وتفاهمية بين الفلسطينيين "البسطاء" واليهود، من أجل تطبيق مبدأ القسمة في الأراضي، وجعل عملية الأرض لاثنين على أرض الواقع، وذلك بدعم كامل من الحكومة الإسرائيلية، ومراقبة حثيثة من الشاباك الإسرائيلي.

عن تعايش

وبهذا الخصوص، يشرح الشاب "ج.م" لمراسلة "فلسطين الآن" في حديث مطول، عن ماهية أهم المخاطر التي تترتب على السير خلف تلك المنظمات، وما هي اهم النشاطات التي تقوم بها في المسافر، مشيرا إلى أن تلك النفوس المريضة الجاهلة من "الفلسطينيين "هي من تنظّر لها بحسب تعبيره.

ويفند الشاب في حديثه، بأن المنظمة بدأت تقريبا عام 2007 بنشاطها في مسافر يطا وقرية الثواني شرق يطا، جنوب الخليل، بدأت عبر نشطاء متضامنين، ومسؤول لهم يدعى " عزرا"، ويقومون بين الفينة والأخرى بزيارة الأهالي في المنازل البسيطة "الزينكو" والكهوف في الخرب النائية، بادعاء انهم يقومون بالتواجد من أجل درء الاحتلال وشر المستوطنين عنهم.

ويضيف "ج"، بأن الوضع استمر على هذا الحال لأكثر من ست سنوات، لافتاً الى أنهم بدأوا باستقطاب عدد من الفلسطينيين، ليس من الخرب فحسب، بل من المدينة وعدد من المناطق بدعوى دعم الصمود وعدم الرحيل، وتوزيع نشرات عليهم، وعمل لقاءات ودية مع أطفال يهود، معبراً عن استغرابه بأن عدداً كبيراً ممن يتواجد معهم، يسير بدون نقاش، بل بتوجيهاتهم.

وأكد الشاب، بأنه كانت مرات كثيرة تصدف هجوم المستوطنين على الفلسطينيين، بلمحة بصر يقوم النشطاء " تعايش" بالحوار معهم ومنعهم من الاقتراب، وبالفعل يذهب المستوطنون، ولا يقتربون من المراعي.

أساليب خبيثة

وعن تلك الأساليب التي بينها ضيفنا، في حديثه لـ"فلسطين الآن"، قال: في الآونة الأخيرة، بدأت تطفو على السطح، مخططاتهم الخبيثة، في عقد لقاءات مع الفلسطينيين وكبار المسؤولين في المستوطنات من اجل تقريب النظر وحل المشاكل بينهم "بالسلمية" مستغلين بساطة الناس وسذاجة بعضهم.

وأردف قائلاً: "انتشرت في كل مراكز تواجدهم، عبارات التعايش الابدي مع الفلسطينيين، وبتوزيعهم " ملابس ختمت بأن الفلسطينيين واليهود يعيشون براحة بال دون قتال، تحت مسؤولية منظمة تعايش، مبيناّ بأن لقاءات كبيرة كانت تجمع ضباط من الإدارة المدنية بالأجانب، والذين رسخوا أنفسهم كأهل من المنطقة ببناء منزل في قرية التوانة والتواجد الشبه يومي فيه.

ويوضح "ج"، في كلامه، بأن نشاطات عدّة، جمعت الفلسطينيين واليهود، كانت لتظهر لوكالات اعلام " فلسطينية" بأن الشعب هنا يعيش بدون حدود، حيث ترعى اغنام المستوطن في ارض الفلسطيني والعكس يكون دائما، من أجل لصق الفكرة في اذهان المتواجدين، بأن الأرض إسرائيلية.

مكشوفين

على ذي صلة، قال الناشط الشبابي في تلك المناطق والذي رفض الكشف عن اسمه، بأن كل الأساليب التي تنتهجها منظمة "تعايش"، باتت مكشوفة لدى الفلسطينيين، مبيناً بأن وجودهم أصبح عبئا علينا في المناطق، وأن تواجدهم هو من يستدعي الاحتلال والمستوطنين، حتى تكتمل المسرحية بأنهم يقومون بحماية الفلسطينيين.

وعن استمرار انشطتهم في المسافر، قال الناشط الشبابي، بأن مجموعة من الفلسطينيين، ذوو النفوس المريضة، يقومون بتسهيل عمل النشطاء الأجانب بدعوى أنهم يقدمون تسهيلات وامتيازات للفلسطينيين، نافياً ذلك، بل أكد أن تلك النشاطات الداعمة تأتي عن طريق المجالس البلدية القروية من الاتحاد الأوربي والدول المانحة.

وعبر عن سخطه بتلك الممارسات التي يقوم بها النشطاء اولاً، وممارسات أبناء الجلدة ممن يتساوقون معهم بأفعالهم الخبيثة، داعية المسؤولين للوقوف على واجباتهم في أكمل وجه.

رئيس مجلس قروي سوسيا في مسافر يطا، جهاد النواجعة، قال معلقاً على سياسات منظمة تعايش: المنظمة تهدف لبسط سياسة السلام كباقي المنظمات "الإسرائيلية"، والتي تعمل جاهدة على منع أي احتكاك بين الفلسطينيين والإسرائيليين حسب تعبيره.

وأضاف نواجعة، المنظمة تعقد الكثير من اللقاءات والندوات في القرى المترامية في المسافر، وتشرح وجهة نظر التعايش والأمان السلمين بين العرب واليهود، وكثيرا ما كانت تعمل على تنظيم رحلات الى الداخل الفلسطيني من أجل اقناع السكان بأن مهمتها إنسانية.

وأوضح جهاد، بأن المواطنين بدأوا في الآونة الأخيرة بالشكوى من ممارسات النشطاء الذي يعملون في صفوف "تعايش"، حيث توزيع كتيّبات صغيرة عن الاحقية في الأرض، وبأنهم منذ الأزل وقبل العرب كان وجودهم هنا في فلسطين، وأن سياسة التعايش جعلتهم يستقبلون العرب ويسكنون جنبا الى جنب مع الفلسطينيين.

وختم، نحن هنا كمجلس قروي، نراقب عن كثب كل ممارسات النشطاء، ولن نسمح لهم بتغيير فكر العرب، وخصوصاً سكان القرى البعيدة عن المدينة، لافتاً الى أن وجودهم كنشطاء يحمي السكان من هجمات المستوطنين في كثير من الأحيان.