حرصا من مديرية التربية والتعليم بالمحافظة الوسطى لقطاع غزة، وسعيا من إدارتها نحو التميز والإبداع، أنشأت المديرية وبالتعاون مع مدرسة سكينة بنت الحسين بمدينة دير البلح مكتبة مدرسية من مخلفات البيئة.
رفعت إدارة مدرسة سكينة شعار "صناعة شيء من لا شيء"، وكان لها ما أرادت حيث قامت بإنشاء مكتبة مدرسية بجهود ذاتية وبمساهمة المعلمات والطالبات من إطارات السيارات، وصناديق الخضروات التالفة، وغيرها من مخلفات البيئة التي يسعى الإنسان للتخلص منها.
فكرة طلابية
أطلقت مدرسة سكينة بنت الحسين اسم "وهج وفكر" على مكتبة مدرستها التي أنشأتها من مخلفات البيئة، حيث قامت بصناعة مقاعد المكتب من إطارات السيارات التالفة الملقاة على الطرقات، كما قامت بصناعة رفوف المكتب من صناديق الخضروات التالفة، بالاستعانة بمعلمات وطالبات المدرسة اللواتي قمن بتزيين المقاعد والرفوف باستخدام ألوان زاهية تبعث في النفس راحة وطمأنينة.
حظيت فكرة إنشاء المدرسة على قبول من مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي، التي موّلت مشروع المكتب الصغير، وساهمت في إنجاحه، إذ تلقى المكتب إقبالا كبيرا من قبل الطلاب والطالبات وعاشقي الكتب والروايات والقصص، كونها تعتبر الأولى من نوعها بقطاع غزة.
وتحتوي مكتب وهج وفكر على أعداد كبيرة من الكتب والمراجع المختلفة والقصص، فتعمل المكتبة ذات التصميم الإبداعي على تشجيع الطلاب والطالبات على القراءة نتيجة ضعف الإقبال على المكتبات، وحل مشكلة عدم توفر مكتبة داخل المدرسة.
إقبال كبير
تحرص طالبات مدرسة سكينة بنت الحسين على تخصيص وقت يومي لزيارة المكتبة والاستفادة من المعلومات والمراجع المتواجدة بها، حيث ترتاد الطالبة مرح جابر المكتبة بشكل شبه اليومي، معتبرة المكتبة ساهمت في توفير الكتب والمعلومات التي افتقدتها الطلاب لسنوات كثيرة
وتضيف الطالبة جابر :"كنا نعاني داخل المدرسة من عدم توفر مكتبة، فقمنا بعرض فكرة عمل مكتبة بطريقة إبداعية من خلال إعادة التدوير على مؤسسة النيزك التي أبدت قبولها لدعمها، فمنذ إنشائها أصبح إقبال الطالبات عليها بشكل متزايد، لقراءة ما تحتويه من كتب والاستمتاع بمنظرها خاصة بتصميمها وألوانها ومحتوياتها المميزة".
وقامت الطالبة جابر بصحبة زميلاتها بالرسم على جدران المكتبة، وطلاء الصناديق وعجلات السيارات بالألوان المميزة، وتنظيف المكتبة وترتيبها بصورة تخلق جو قراءة مناسب لمرتادي المكتبة، بالإضافة إلى القيام ببعض الأعمال اليدوية التي قامت الطالبات بتزيين رفوف المكتبة بها.
واعتبرت الطالبة ميار أبو أسد مكتبة وهج وفكر من الأفكار والتصاميم النادرة في قطاع غزة، قائلة: "كل ما فيها من تصاميم وزينة ورسومات من أعمالنا ومن إعادة التدوير، فقمنا بتحويل أبسط الأشياء المهمشة، مثل مشابك الغسيل والصناديق الخشبية التي يتخلص منها الناس ويرميها في الحاويات إلى منتجات جمالية ذات قيمة ورونق خاص".
وأشارت المهندسة المشرفة على فكرة مكتبة وهج وفكر فداء الشريف إلى أن مؤسسة النيزك للتعليم المساند والإبداع العلمي تبنت فكرة إنشاء مكتبة بمدرسة سكينة بنت الحسين نظرا لعدم وجود مكتبة داخل المدرسة.
وتشير المهندسة الشريف إلى أن مقتنيات المكتبة تتكون من مجموعة من المخلفات البيئية، مثل: البلاستيك، الخشب، العجلات، القماش"، والتي تم تحويلها إلى أثاث مناسب لمكتبة وهج وفكر.
وتُمني طالبات مدرسة سكينة بنت الحسين أن تتكرر تجربة مكتبهم في جميع مدارس قطاع غزة، من أجل استغلال مخلفات البيئة، بالإضافة إلى تعزيز ثقافة الطالب الفلسطيني، وحماية البيئة من المخلفات بطريقة تقدم إفادة للجميع.