خلصت دراسة حديثة إلى أن إفراط الأطفال في تناول الطعام أو تراجع شهيتهم بسبب ضغوط عصبية أو حالات ضيق هو مجرد سلوك يتعلمونه وليس وراثياً.
وتوصلت الدراسة التي أجرتها جامعة كوليدج لندن إلى أن "البيئة المنزلية تعد سببا رئيسيا لتناول الطعام بدافع انفعالي"، مضيفة أن ذلك يرجع إلى سلوك الآباء وإعطاء الأطفال الذي يعانون من حالات ضيق طعاما مفضلا للتخفيف عنهم.
وقالت جميعة "بيت" الخيرية المعنية باضطرابات الطعام إنه لا يجب إلقاء اللوم على الآباء فيما يتعلق باضطرابات الطعام لدى أطفالهم.
وقالت كبيرة الباحثين المشرفين على الدراسة، كلير ليولين، إن تناول الطعام بدافع انفعالي "يشير إلى علاقة غير صحية بالطعام".
وأضافت : "إنهم يستخدمون الطعام كبديل عن التوصل إلى استراتيجيات أكثر إيجابية لتنظيم انفعالاهم".
وقالت : إن "الميل لتناول المزيد من الطعام استجابة لانفعالات سلبية قد يكون عاملا يسبب السمنة، قد يكون الإفراط في تناول الطعام أو العزوف عنه بدافع انفعالي سبباً للإصابة باضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الإفراط في تناول الطعام".
وأضافت : "إن فهم كيفية عمل هذه النزعات السلوكية أمر بالغ الأهمية، لأنه يساعد الباحثين في إسداء نصائح تتعلق بالحماية أو تغيير السلوك وتحديد نقاط تركز البحوث عليها في المستقبل".
وخلصت الدراسة إلى أن نصف التوائم هم أبناء أسر يعاني فيها الآباء من السمنة، وهو ما يعزز مخاطر إصابتهم أنفسهم بالسمنة، كما أن النصف الآخر هم أبناء لآباء يتمتعون بوزن صحي.
وكتب الآباء تقارير عن سلوك وميل أطفالهم لتناول الطعام بدافع انفعالي، وكذا الإجابة عن أسئلة مثل هل يرغب الطفل في تناول المزيد من الطعام عندما يكون عصبيا أم يقلل الطعام عندما يكون حزينا؟
وقارن الباحثون بيانات الاستبيان بين التوائم المتماثلة وغير المتماثلة ومعدلات تناول الطعام بدافع انفعالي، وتوصلوا إلى وجود اختلافات طفيفة بين التوائم سواء كانوا متماثلين أو غير متماثلين، الأمر الذي يعزز فرضية لعب البيئة دوراً أكبر من دور الجينات الوراثية.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن سلوكيات تناول الطعام الأخرى في مرحلة الطفولة المبكرة تخضع لتأثير كبير من الجينات الوراثية.
وقال الباحثون إن دراستهم الجديدة "مهمة" لأنها تضيف ثقلا لنتائج دراسة أكبر أجريت العام الماضي وشملت عينة مختلفة تماما من التوائم.
وقال الباحثون إن تناول الطعام بدافع انفعالي هو "سلوك دائم" يمكن أن يستمر طوال حياة الشخص.
وقالت ليولين : "ننصح الآباء بعدم محاولة استخدام الطعام للتخفيف عن أطفالهم وعندما يشعرون بالضيق، يمكن محاولة استخدام استراتيجيات أخرى فعالة".
وأضافت : "يعتمد ذلك على عمر الطفل، لكن مجرد الجلوس والحديث معهم بأريحية بشأن ما يشعرون به يمنحهم الاطمئنان".
وقال موريتز هيرل، المشرف على الدراسة : "سنواصل إجراء بحوث على العوامل البيئة المنزلية التي قد تلعب دورا في تناول الطعام بدافع انفعالي، مثل بعض ممارسات التغذية من جانب الآباء أو الضغط العصبي حول مائدة الطعام".
يوتيوب "يشجع الأطفال" على تناول سعرات حرارية أكثر
وأضافت الجمعية : "إضطرابات الأكل تعد من الأمراض العقلية المعقدة وليس لها سبب واحد".
وقالت : "تظهر الدراسات السابقة أن بعض التكوين الوراثي لدى بعض الناس يجعلهم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل. وبالنسبة لهؤلاء الناس، قد يكون الإجهاد أو الاضطراب الانفعالي بمثابة عامل محفز".
وأضافت الجمعية : "من المهم أن نتذكر أن الأسرة غالبا ما تقدم دعما حيويا لمن يعانون من اضطرابات الأكل، وينبغي ألا تدفع هذه الدراسة أحدا إلى إلقاء اللوم على الآباء، فالأسر تحتاج إلى تمكين يكفل مساعدة أطفالها وإعطاء معلومات عن إضطرابات الأكل ومصادر الدعم".