ينشغل كل تفكيرنا في كيفية تنشئة أطفالنا بشكل سليم لمواجهة المجتمع، وكيفية التعايش فيه، فيكون هدفنا الأول واستثمارنا الحقيقي هو أن يتشبعوا بالتنشئة السليمة، وتستند تربيتهم على أسس الإسلام، فتعلمي عزيزتي، كيف يمكنك أن تقوّمي طفلك من سن السادسة، وخاصة في الصفات المكتسبة والسلوكيات المتبعة.
أول ما عليك فعله هو تعليمه البعد عن النفاق، وتعريفه بصفات المنافقين وعقابهم، وهذا ما ستساعدك على القيام بالتحذير منه إيمان الغامدي "معلمة التربية الإسلامية في إحدى دور تحفيظ القرآن في الرياض"، حيث قالت: الأطفال في صغر سنهم يكونون كالعجينة أو الصلصال، قابلين للتشكيل على القالب الذي ستضعينهم فيه، فهذا أفضل عمر لتلقين كل الأساسيات والمبادئ والصفات القويمة، وعليك مباشرة تنبيهه من الآتي:
1 – عرفيه بصفات المنافق، والتي انتشرت بيننا، ولا أحد يأخذها على محمل الجد، فكما قال رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم: "آيَةَ الْمُنافِق ثَلاثٌ: إِذا حَدَّثَ كَذَب، وَإِذا وَعَد أَخْلَفَ، وَإِذا اؤْتُمِنَ خَانَ"، تلك الصفات نعاني منها كثيراً في مجتمعنا حالياً.
2 – أفهميه أن الله كاشف كل أفعاله، يعلم كل شيء، فالكاذب لن يخفي على الله شيئاً، وسيكشف عملك وقولك فيما بعد في يوم ما.
3 - علميه أن الشجاعة والاعتراف بالذنب والخطأ أفضل بكثير، ولابد أن يصاحب ذنبه توبة نصوحة، فأخبريه بسلاسة أنه حتى إن خاف منك أو من والده، وكذب، فسوف تعلمان في يوم ما؛ لأن الله لا يطيل عمر الكذبة، وبالتالي سيكون عقابه أشد من الاعتراف بخطئه وقتها.
4 – علميه ألا يعد إذا كان غير قادر بالوفاء بوعده، فإذا وعد فلاناً، مثلاً، بأنه لن يفضح أمره وسيحفظ سره، فعليه بالالتزام بما قاله، وإذا وعد شخصاً ليؤدي له خدمة، فعليه أن يفي بهذا ولا يتهرب منه.
5 - أخبريه بأن الصديق لابد أن يظل صديقاً حتى إذا أساء إليه، وأنك يمكنك تركه أو تجنبه، ولكن لا داعي للتحدث عنه بسوء أمام الناس، أو نقل أخبار وأسرار احتفظ بها معك يوماً، فهذا هو الفجور عند الخصام.
6 - لكي يتجاوب طفلك معك، لابد أن تعلميه عقاب المنافق، فقد قال تعالى: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْك الأَسْفَل مِنْ النَّار"، كما قال جل وعلا: "بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا"، وقال سبحانه وتعالى في آية أخرى: "إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا"، وأخبري طفلك بتلك الآيات، واشرحيها له بأسلوب بسيط أن المنافق لا مكان له سوى نار جهنم، وهذا هو العقاب الذي وعد الله سبحانه وتعالى به المنافقين، وأعده لهم جزاء ما فعلوا ونافقوا.