24.44°القدس
24.08°رام الله
23.3°الخليل
26.43°غزة
24.44° القدس
رام الله24.08°
الخليل23.3°
غزة26.43°
الأربعاء 02 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.77

صفقة وفاء الأحرار.. الجانب الآخر

ناصر ناصر
ناصر ناصر
ناصر ناصر

ماذا تعني ذكرى إنجاز صفقة وفاء الأحرار بين المقاومة والاحتلال بواسطة مصرية في العام 2011م للأسير الذي ما زال داخل الأسر؟

ماذا تعنى على مستوى العقل والشعور؟

أما على مستوى الشعور فقد اختلطت وامتزجت مشاعر الأسرى بشكل عام، وأولئك الذين بقوا في الأسر بشكل خاص، ما بين الفرحة لمن تم اطلاق سراحه، والحزن والتضامن لمن لم يتم اطلاق سراحه، وبالأمل بالخير القادم في صفقات أخرى، وتفاوت الأمر بين أسير وآخر وفق وضع الأسير وحالته الاعتقالية، ومدى أمله المسبق باحتمالية اطلاق سراحه، ويبدو أن هذا الاختلاط في المشاعر قد بدأ يأخذ منحًى آخر مع مرور الوقت باتجاه الفرز والوضوح، وبرز ذلك في الذكرى السادسة والسابعة والثامنة لإتمام الصفقة، حيث بدأت مشاعر الحزن لدى الأسير داخل الأسر تتزايد، وأصبحت ذكرى الصفقة تعبر بصورة أكبر عن مشاعر الفرصة الضائعة والمحاولة غير الناجحة لإطلاق سراحه، والوعد الذي لم ينجز والعهد الذي لم يتم بل الأمل الذي طال عليه الأمد فتبدد أو يكاد (متى نصر الله)، أما الشعور الثابت والمستمر لدى الجميع فهو شعور العز والكرامة لهذا الانجاز الوطني الكبير.

أما على مستوى العقل والمنطق الكفاحي والجهادي فالذكرى الثامنة لإتمام صفقة وفاء الأحرار تثير تساؤلات جدية لدى عموم الأسرى داخل الأسر: فهل يعقل أن يستمر اعتقال أسير فلسطيني مجاهد، وهم مئات، ولأكثر من 15 عاماً بل 20 بل 30 بل 40 كـ نائل البرغوثي، وكريم يونس؟! هل يعقل أن يعتقل المناضل الفلسطيني ولم يبلغ من العمر 20 عاماً أو 25 عاماً ثم لا يطلق سراحه إلا وهو ابن 50 أو 60 عاماً؟! هل يعقل التقصير وعدم الانجاز قضاءً وقدراً ينبغي التسليم والرضى به؟؟

نعم يعقل في زمن ومنطق الرضا والخضوع لحسابات الأمر الواقع والمصالح والمفاسد الضيقة والمبررات الجاهزة، في منطق وزمن التخاذل والظلم والحيف، أما في منطق الجهاد والمقاومة وحد السيف والضيف فهذا لا يعقل. فلماذا يحدث فعلا إذن؟

أما التساؤل الآخر والأكثر تحديدا فهو: لماذا تأخر عقد صفقة تبادل جديدة؟ ما هي الأسباب الذاتية والموضوعية لتأخرها؟ وما هي الجهود التي لم تبذل بعد لإنجازها؟ ألا توجد طريقة أخرى لإقناع من يجب إقناعه لإنجاز الصفقة؟ هل ما بأيدي المقاومة كافٍ لإنجاز العهد والوعد بتحرير كافة الأسرى؟ فإن كان كافيا لماذا تأخر؟ وإن لم يكن كافياً متى سيصبح كذلك؟

منذ متى كان الاحتلال يعقد صفقات برغتبه ودون إجبار؟

هذه أسئلة تدور في أذهان الأسرى صباح مساء، وتزداد حدتها في ذكرى إنجاز صفقة وفاء الأحرار، ولكنها لا تمنع من استمرار الإيمان والصبر على مرارة

الأسر وظلمة السجان.