19.81°القدس
19.59°رام الله
19.42°الخليل
22.7°غزة
19.81° القدس
رام الله19.59°
الخليل19.42°
غزة22.7°
الخميس 14 نوفمبر 2024
4.77جنيه إسترليني
5.29دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.96يورو
3.75دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.29
جنيه مصري0.08
يورو3.96
دولار أمريكي3.75

خبر: كيف سقط "فؤاد" في وحل العمالة بواسطة صديقه؟

لم يدر في خلد (فؤاد) – اسم مستعار- أن صديقه العميل الهارب (خليل) سيكون هو السبب في انحداره في وحل العملة والرذيلة لينتهي به المطاف بين أقبية السجون في انتظار تنفيذ القصاص. فؤاد (41 عاماً) قضى منها ثلاث سنوات في وحل العمالة، إلتقاه مراسل المجد الأمني، ليروي له تفاصيل سقوطه فيقول "فؤاد"... تربطني بصديقي (خليل) والذي تعرفت عليه قبل 10 سنوات تقريباً من خلال عملي معه في إحدى المؤسسات علاقة عادية، انقطع بعد فرارها إلى (إسرائيل) بعد كشف أمره بالعمالة والجاسوسية. كان يتصل بي من فترة إلى أخرى للإطمأنان علي والسؤال عن بعض أصدقائه، وكان يخبرني عن رغد العيش الذي هو فيه وكيف أن "الإسرائيليين" يحترمونه ويقدرونه. استمرت هذه الاتصالات لفترة أحداث (يونيو 2007)، والتي تضررت بها بعد المشاكل التي حدثت مع شقيقي الأصغر والتي أدت إلى إصابته في قدميه. بعد هذه الأحداث حقدت بشكل كبير على المقاومة وعلى بعض التنظيمات والشخصيات، بعدها بأشهر اتصل صديقي (خليل) ليطمأن علي وعلى أحوالي، وقد أخبرته بما حدث لشقيقي وأعربت له عن سخطي وكرهي للمقاومة وبعض الشخصيات. في اليوم التالي من المكالمة اتصل بي صديقي وأخبرني بضرورة التوجه إلى منطقة معينة وسأجد فيها مبلغ من المال كمساعده منه، شكرته على نبله وحصلت على مبلغ من المال. بعدها بدأت الاتصالات من صديقي تزداد بشكل يومي تقريباً، كان يسألني عن بعض الشخصيات ويطلب جميع معلومات عنها، وفعلاً كنت أعطيه ما يطلب... لم أكن حينها أعرف ما أصنع كنت فقط أريد الانتقام. يتابع "فؤاد" في إحدى الاتصالات طلب مني "خليل" أن أذهب إلى إحدى المناطق الحدودية وأن ارتدي زي بألوان محددة، كما طلب مني أن أضع سماعة هاتف صغيرة في إذني لكي لا تثير الانتباه، وفعلاً توجهت إلى المنطقة في الوقت الذي حدده وبالمواصفات التي طلبتها وكنت على اتصال مباشرة معه عبر الجوال إلى أن وصلت إلى السلك الحدودي وطلب مني القفز واجتياز السلك. بعد اجتيازي للسلك وجدت سيارة مظلله يجلس بها صديقي "خليل" وانطلقت بنا مسرعة... حينها شعرت بأنني عميل. عندما رأيت صديقي والتغيرات التي حدثت معه في شكله وطريقة حديثه أصابتني قشعريرة لم أشعر بها من قبل، وبدأت الأفكار تتوالي علي كوني أصبحت عميلاً!! شعر صديقي بتغيرات ونفور من قبلي على عكس الاتصالات، فأخذ يهدئني ويطمئنني أنني في آمان الآن، إلى أن وصلنا إلى مكان وطلب مني الدخول لإحدى الغرف لأجد أحد ضباط المخابرات الصهيونية، وقد رحب بي وظهر كأنه يعرفني من فترة طويلة. يتابع "فؤاد" كانت أشعر بأنني خائن وأنني من كنت أحقد عليهم من الشخصيات هم أقرب إلي من هؤلاء، فطلبت من الضابط أن يعيدني إلى بيتي وأني لا أريد أن أكون "عميلاً". عندها تغيرت نبرات صوت الضابط وأخذ يضرب على الطاولة وقال لي بعابرة واضحة (إذا طلعت من عندي بتمشي على قدميك فيجب عليك أن تكون صديقي وإلا ستقتلك "حماس" ) صمت وطأطأت برأسي وعلمت حينها أنني قد طورت، فأخذ الضابط يعرض علي الامتيازات التي استمتع بها وأنني في منأى عن الكشف عني، ووعدني بالمال الكثير، وأنه سيكون بالقرب مني وسيساعدني إذا كشفت "حماس" أمري.... ثم أعطاني جهاز جوال وشريحة أورانج ومبلغ متوسط من المال، واتفق معي على آلية للاتصال... انتهت المقابلة وأعادني صديقي إلى نفس المكان الذي أخذني منه وأنا متخبط الأفكار... بعد يومين اتصل بي الضابط وطلب مني بعض المعلومات عن سيارة أحد الشخصيات، سألني عن لون السيارة ورقم اللوحة ومن يصعد فيها وعن طريقة تحركها... رددت عليه باتصال آخر وأعطيته المعلومات ... وياليتني لم أفعل ... لأنه بعد ثلاثة أيام من الاتصال تم قصف السيارة واستشهاد من كان فيها وعددهم اثنين. كان يوماً عصيباً علي، أمسكت الهاتف واتصلت بالضابط وطلبت منه أن يقطع الاتصال معي وأنني متعب نفسياً، فأجابني الضابط (أولها صعب عليك بعدين حتعود معنا، وما تنسى الفلوس إللي بنعطيك إياها...) أصررت على قطع الاتصال لكنه حذرني من ذلك وهددني بتسجيل المكالمة الصوتية التي أعطيت فيها معلومات عن السيارة... تأكدت بعدها أنه لا رجعة في ذلك ... وأخذت ألعن اليوم الذي جمعني بـ "خليل" .. استمريت على هذا الحال عدة أشهر إلى أن تم إلقاء القبض علي وها أنا أنتظر الإعدام !! توجهنا بالسؤال لأحد ضباط الأمن حول مدى تعلق العميل بضابط المخابرات وبالعكس فأجاب: ضابط المخابرات ضعيف وهو لا يملك المعلومة بل يوهم العميل بقدرات الأجهزة الاستخبارية الصهيونية ويصدم العميل بعدد من المعلومات العامة الكل يعرفها، فتجد ضعيف النفس والثقافة ينهار أمامه ويتوهم الكثير حول هذه الأجهزة الصهيونية. وإن ضابط المخابرات سرعان ما يتخلى عن العميل خشية الكشف عن عملاء آخرين، أو يمكن أن ينتهي منه فور قيامه بتنفيذ أمر أو نقل معلومة، فالعميل لا يساوي شيء في نظر مشغليه. أما العميل فأمامه فرص عدة للتوبة والرجوع، فما أن يسلم العميل لنفسه للجهات الأمنية الوطنية أو لرجال المقاومة بنية التوبة فإنه يلاقى صدر رحباً يستوعب وقوعه في الخطأ ويفتح باباً جديداً للعودة إلى أحضان وطنه.