إن الرعاية الذاتية أو الاهتمام بالنفس ليس مجرد حمامات الفقاعات والعطلات وجلسات التدليك أو أي شكل آخر من أشكال الاسترخاء. ولكن الحقيقة أنه يعني بجانب ذلك الأفعال الصادقة لرعاية نفسك والدفاع عما تقومين به.
الاهتمام بالذات الحقيقي قد يكون بالمشي لمسافات طويلة والقيام ببعض اليوغا وممارسة ألعابك المفضلة والذهاب إلى الفراش في ساعة مبكرة. يجب أن تناسب العناية بنفسك احتياجاتك الخاصة وتوقك لأن تكوني شخصا صحيا وسليما جسديا ونفسيا.
تقول الكاتبة كريستي تندج على موقع "ميديوم" (Medium)، ربما ما يجعلك تشعرين بالسعادة هو أن تنظفي مكتبك. صحيح أن ذلك ليس عملا يفضله الجميع، ولكن المكتب النظيف سيبدو رائعا حينما تجلسين عليه وتخرجين أفكارك المميزة إلى العالم. ربما هو الرقص في منزلك مع سماعات الرأس على أغنيتك المفضلة. إذا كان ذلك يجلب لك السعادة، ويجعلك تشعرين بمزيد من الحيوية، فلم لا.
وربما يكون الأمر مجرد إغلاق عينيك وأخذ 5 أنفاس عميقة لإعادة ضبط جهازك العصبي، المفتاح هو أن تظلي حاضرة مع نفسك وأن تبذلي قصارى جهدك.
الرعاية الذاتية وليس التساهل
تقول تندج إن الاهتمام بالذات ليست مجرد كمية لا حصر لها من مشاهدة الأفلام وتناول المثلجات (الآيس كريم) والشوكولاتة والاسترخاء. هذا هو التساهل الذاتي وليس الرعاية الذاتية. الرعاية الذاتية ربما تعني الاستيقاظ ساعة مبكرا للخروج إلى الطبيعة. ربما تعني ممارسة اليوغا عندما تكوني غاضبة، أو معالجة طريقتك العصبية في التعامل مع الأمور وأن تكوني هادئة.
القيام بالأعمال الصعبة
في بعض الأحيان، الاعتناء بنفسك يعني القيام بالأشياء الصعبة، أو تحدي نفسك لإنجاز المهام الشاقة لتتمكني من بناء مستقبلك المهني الذي تريدين تحقيقه، أو حتى يمكنك ترك وظيفتك والقيام بمشروعك الخاص الذي تحلمين بتحقيقه.
أن تكوني فخورة بنفسك
ربما لا تشعرين بذلك الآن، ولكن بالتدريج ستتمكنين من بناء الثقة بما تقومين به. ستعرفين قدراتك حينما تقاومين الكسل وتقومين بالعمل الذي يجب أن تنهيه في الوقت المناسب. الأمر صعب في البداية، ولكن مع مرور الوقت ستتحسن إرادتك. قد يكون الأمر صعبا في الوقت الحالي، لكنه يستحق المحاولة والاستمرار، اجتهدي وقاومي.
لا تبحثي عن المثالية
لا يمكنك استخدام الرعاية الذاتية سلاحا آخر ضد نفسك عن طريق جلد الذات والبحث عن المثالية، كوني لطيفة مع نفسك، حتى عندما تنسي أو تنشغلي. فقط استمري وتعاطفي مع نفسك بأكبر قدر ممكن. ربما تكون رعايتك الذاتية اليوم هي مجرد تذكر شرب كمية كافية من الماء، بدلا من توبيخ نفسك لعدم شرب كمية كافية من الماء.
فكري في وضعك الحالي
إن كنت تريدين ممارسة الفن على سبيل المثال، لأنه يجعلك سعيدة، قومي بذلك على الفور، لا تنتظري حتى تشتري المستلزمات بالمبلغ الضخم غير المتوفر، أو حتى تتعلمي كيف تكونين فنانة رائعة، لا تضغطي على نفسك لأنك لست بارعة بما يكفي. فقط ابدأي في ممارسة الفن لأنه ممتع ويشعرك بالراحة. إذا كنت تريدين خسارة الوزن، اذهبي للمشي مع زوجك أو صديقتك. اجري خلف أبنائك، اجعلي الأمر ممتعا.
اعلان
الأفعال الصغيرة أولا
اعتني بنفسك لأنك تستحقين الرعاية كما أنت تماما، لست مضطرة للوصول إلى مكان ما، أو أن تكوني شخصا مختلفا قبل أن تستحقي ذلك. ابدئي بالأمور الأصغر، وطوري ذلك في شكل تحديات أكبر، حتى تصلي لما تريدين.
تضيف الكاتبة ليديجا غلوبوكار في مقال لها على موقع فوربس (Forbes) الأميركي بعض الخطوات الأخرى التي تساعد في بناء روتين الرعاية الذاتية فتقول:
ابدئي بمعرفة ما هو جيد لك
هذا هو الجزء الأصعب ولكنه الخطوة التي لا غنى عنها، حيث عليك معرفة ما هو جيد بالنسبة لك، وما يجب عليك تجنبه، وما مجالات حياتك التي قد تكون أهملتها؟ وأيها يسير على ما يرام؟
الوقود المناسب
عندما تتوقفي عند محطة الوقود، فإنك تتأكدي من اختيار نوع البنزين المناسب لسيارتك، وهذا ينطبق عليك وعلى جسمك. غذي جسمك بالطعام الحقيقي، وفكري مليا فيما تضعيه في طبقك. نحن نأكل الكثير مما لا يحتاجه جسمنا ولا نزوده بالوقود المناسب. لا يتعلق الأمر باتباع نظام غذائي خاص فتحاولين تجويع أو تقييد نفسك. يتعلق الأمر بالاستمتاع بالطعام الصحي وتناول الكثير من الخضار واختيار مصادر البروتين الصحية، عليك الانتباه لما تأكلينه وأن تستمتعي بكل قضمة.
اضغطي زر الإيقاف المؤقت
نحتاج جميعا إلى فترات راحة، لا يهم إذا كانت أيام إجازة للسفر، أو استراحة غداء أو أخذ نفس عميق من الهواء النقي خلال يوم العمل، فإن فترات الراحة مهمة. تظهر الأبحاث أن فترات الراحة القصيرة خلال اليوم تزيد من إنتاجيتك، كما أنها تساعدك على التخلص من التوتر وبالتالي تحسين صحتك العقلية.
طوري عادات صحية
40% إلى 45% مما نقوم به كل يوم هو عادة. نصف الوقت الذي نعمل فيه بشكل أساسي نكرر ما اعتدنا فعله دائما. لذلك من الأفضل أن تطوري عادات جديدة صحية لنفسك يسهل عليك القيام بها يوميا، عند تطوير عادة يومية جيدة سيساعدك ذلك على الشعور بالتحسن والسعادة. كأن تفكري كل يوم صباحا بالنعم الكثيرة والميزات التي لديك، وأن تشكري الله عليها. بمرور الوقت، سيركز عقلك تلقائيا على الجوانب الإيجابية بدلا من الجوانب السلبية.