لا يكتفي الكيان الصهيوني بعزل منطقة الاغوار عن العالم الخارجي والتضييق على سكانها الفلسطينيين الذين باتت أعدادهم تتراجع بشكل ملحوظ، بل إنه يلاحقهم بشتى الطرق لاجبارهم على الرحيل والهجرة من أراضيهم ليتمكن من مصادرتها وتوسيع خططه الاستيطانية هناك. أخر تلك المضايقات، تمثلت باقتحام قوات الاحتلال الصهيونية لخربة الفارسية في الأغوار الشمالية، وتسليم إخطارات بهدم بيوت شعر و"بركسات" يقيم فيها مواطنون هناك، بحجة انها مقامة دون ترخيص وفوق أراض عسكرية. وأكد عارف دراغمة مسؤول التجمعات البدوية في الاغوار الشمالية أن هذه الخطوة تشكل حلقة من حلقات عدة يهدف من ورائها الاحتلال الصهيوني إلى تفريغ الاغوار من ساكنيها، بهدف السيطرة عليها بالكامل، نظرا لاهمية المنطقة جغرافيا بصفتها البوابة الشرقية للدولة الفلسطينية العتيدة. دراغمة الذي يبادر دوما بالتواصل مع الاعلاميين لوضعهم في صورة آخر المستجدات في منطقة الاغوار، تحدث مع شبكة "فلسطين الآن"، حيث أوضح أن قوة عسكرية وصلت برفقة مفتشين من "دائرة البناء والتنظيم الصهيونية" التي انذرت مواطنين من خربة الفارسية بهدم منازلهم خلال الأيام القادمة، وإلا ستقوم باقتحام الخربة وهدم المنشآت بنفسها. وأشار المسؤول المحلي إلى أن معظم المنشآت في الفارسية هي من الخيام والبركسات المصنوعة من "التنك" كون سكان الخربة من البدو، الذين يعيشون حياة كفاف وبابسط المستلزمات. يذكر أن الانذارين الاخيرين لمنشآت تعرضت للهدم أكثر من مرة، لكن أصحابها أعادوا نصبها، كما أن عشرات الخيام وبيوت الشعر و"التناكيات" في الفارسية ومنطقة وادي المالح بشكل عام هدمت بواسطة الجرافات العسكرية الصهيونية خلال السنوات الماضية، رغم ان اصحابها يملكون وثائق وأوراق رسمية تؤكد أنها ملكيتهم منذ عشرات السنين، وتوارثوها جيلا بعد جيل.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.