الرضاعة والنوم من أهم العلامات على راحة الطفل والأم معاً، فكثيراً ما يستيقظ الطفل باكياً وذلك لأسباب عديدة، منها الجوع وحاجته للرضاعة، ومنها امتلاء الحفاض وحاجته لتغييره، ومنها المغص الذي يكون غالباً ظاهرة طبيعية في الشهور الأولى، ومنها الخوف من شيء ما.
دكتور وائل عبدالعال اختصاصي طب الأطفال بمستشفى إن إم سي رويال يبين لنا أسباب وأعراض خوف الطفل الرضيع وطرق التعامل معها.
أصوات عالية
من الظواهر الطبيعية التي يقوم بها الرضيع والتي تفسرها بعض الأمهات بأنها خوف من شيء ما، ويسمى هذا رد فعل "مورو"، فكلنا نلحظ تفزز الطفل الرضيع عند سماعه لصوت عالٍ مفاجئ أو فعل حركة مفاجئة مثل سقوطه من يد من يحمله، فيقوم الطفل بفرد أطرافه كرد فعل انعكاسي ويبدأ بالبكاء، ويفسر ذلك بأن الرضع يولدون بجهاز عصبي غير مكتمل النمو، ولذلك فإنه لا يمكنهم التعامل مع أحداث معينة مثل الأصوات العالية والخوف من السقوط، ويختفي هذا الفعل بين 4-5 أشهر مع تطور ونمو المخ.
التغيير المفاجئ في الضوء
يحدث أيضاً بسبب تغيير قوي في الضوء مثل أن يكون نائماً في إضاءة شديدة، وفجأة نطفئ الإضاءة أو العكس أو أن نقوم برفعه من السرير أو وضعه به إذا كان محمولاً، أو حتى محاولة تغيير وضعه أثناء النوم، ويحدث هذا غالباً إذا كان الرضيع مازال بين مرحلة النوم والاستيقاظ، ولم يصل بعد إلى مرحلة النوم العميق، وكلها أيضاً ظواهر طبيعية لا تدل على الخوف.
عدم الاعتياد على العالم الخارجي الواسع
عدم الاعتياد على العالم الخارجي، وهو عالم يختلف تماماً عن المساحة الضيقة داخل رحم الأم التي كان يعيش بها قبل الولادة، ولذلك يجب التعامل معه برفق بمحاولة تقريب ذراعيه لجسده وتمديد ساقيه وربتي عليه حتى يهدأ، وربما يفيد القماط في تضييق المساحة وإعطاء الرضيع إحساساً مشابهاً لوضعه داخل الرحم فيعطيه بعض الأمان ويساعد على تهدئته، ولكن كثيراً من الدراسات لا توصي به؛ لأنه يقيد حركة الطفل الرضيع.
كذلك أيضاً خوف الرضيع من الغرباء، فيبكي عندما يحمله شخص غريب حتى إذا كانت الأم مازالت بقربه، وربما يمثل الخوف من الغرباء والانفصال إزعاجاً للأهل ولكنه دليل قوي على نمو المخ واتساع إدراك الرضيع وقدرته على التمييز.
غياب التفرز .. ماذا يعني؟
1 - وجود مشكلة في الجهاز العصبي للرضيع، ويجب استشارة الطبيب حتى يتم علاجها. وعادة عند الولادة يقوم الأطباء بفحص الجهاز العصبي للرضيع من بين عدة فحوصات أخرى.
2 تغير عمر الرضيع، فعند عمر ثمانية أشهر يكون جهازه العصبي قد تطور نسبياً، ويكون إدراكه لما حوله قد اتسع أكثر فتتكون مخاوف جديدة لديه من بينها خوف الانفصال عن الأم عندما تختفي عن نظره، وهو علامة صحية تنم عن تطور مخ الطفل وإدراكه.
أسباب خوف الرضيع في عامه الأول
1 - بالإضافة إلى الخوف من الظلام والأصوات العالية والانفصال والغرباء يضاف أيضاً إليهم الخوف من الحيوانات مثل الكلاب والقطط والطيور مثل العصافير.
2 – الخوف من الأصوات الخارجية العالية والمزعجة مثل صوت الرعد وصوت السيارة، وكل هذا يعتبر ظواهر طبيعية أيضاً تدل على تطور جهازه العصبي وتطور قدراته على التمييز وإدراك ما حوله.
3 - رؤية الطفل للكوابيس أثناء النوم ما قد يؤدي إلى إصدار بعض الأصوات أثناء النوم والنوم المتقطع والصراخ الشديد عند الاستيقاظ، ولكن الدراسات تؤكد أن السن الذي يبدأ به الطفل في رؤية الكوابيس هو 18 شهراً، وتحدث الكوابيس بشكل أكثر شيوعاً من عمر 4-12 عاماً وتحدث غالباً أثناء فترة النوم العميق، ويحدث معها حركة بالسرير، أما الرضع فلا يخافون بسبب الكوابيس، ولكن يكون غالباً بسبب عدم انتظام دورة النوم لديهم، فيكون الرضيع في حالة شبه وعي يصعب فيها التمييز بين كونه نائماً أو مستيقظاً ولا يصل لمرحلة النوم العميق التي يمكن أن يرى بها الكوابيس.
تعاملي معه بحنان
على الأم أن تربت عليه بأن تمرر يدها بلطف على ظهره، أو احتضانه وإعادته إلى النوم مرة أخرى بهدوء فكل هذا يساعده على التحول من مرحلة النوم الخفيف الذي يحدث فيه رعشة في ذراعي الطفل وساقيه، وتتحرك عيناه وجفونه المغلقة والتنفس غير المنتظم إلى مرحلة النوم العميق التي لا يتحرك بها الرضيع، ولكن يجب أيضاً أن تتأكد من سلامته ومراقبته وعدم إحساسه بالجوع أو حاجته لتغيير الحفاض أو شعوره بالبرد أو الحر الشديد، وإذا شعرتِ بأن الأمر غير طبيعي في أي وقت فيجب استشارة الطبيب فوراً.