ذكرت تقارير علمية، أن صورا غير مسبوقة التُقطت، مؤخرا، للثقب الأسود، وربما تساعد على فك اللغز المحير، بشأن الأشعة الكونية التي تعبر الفضاء بسرعة الضوء.
وهذه الصور الأولى من نوعها، التقطت للثقب الأسود المسمى بـ"M78"، وأظهرت النفاثات المتدفقة التي تقوم بإصدار الضوء الممتد في ما يعرف بـ"المجال الكهرومغناطيسي".
وتتراوح هذه التدفقات بين الترددات، وضوء مرئي، وصولا إلى أشعة "غاما" ذات الطاقة الهائلة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وما تكشفه هذه الصور هو أن كل ثقب أسود له قالبه الخاص به، وهذا الأمر يرتبط أساسا بكثافة الضوء الذي ينتجه.
وفي حال تم تحديد هذا القالب، أي شكل الثقب الأسود، فإن العلماء سيعرفون ما الذي يمدُ النفاثات المتدفقة بالطاقة، عندما تنبعث من قلب الثقب الأسود "إم 78".
ويرجح العلماء أن تكون هذه النفاثات المتدفقة، مسؤولة عن جزيئات كونية عالية الطاقة تسافر لملايين الأميال قبل أن تصطدم بمجرة درب التبانة، أو حتى اختراق الغلاف الجوي للأرض.
وقالت سارة ماركوف، وهي باحثة في جامعة أمستردام، "من الأسئلة التي تؤرقنا ونبحث لها عن جواب: من أين تأتي الجزيئات ذات الطاقة الكبيرة؟"
وأضافت أن علماء الفلك يسعون أيضا إلى فهم كيفية إطلاق هذه الجزيئات، وماذا يوجد في داخلها، وكيف تكون أشعة كونية ذات طاقة هائلة.
ومركز مجرة "مسييه 87" التي يوجد بها الثقب الأسود الهائل، يوجد على بعد 55 مليون سنة ضوئية من كوكب الأرض.
وفي العاشر من أبريل الجاري، أعلن الفريق المشرف على تلسكوب "إيفنت هوريزون" عن هذا الاكتشاف، بناء على الاستطلاعات التي أجروها وقادت إلى الحصول على أول صورة لثقب أسود.والمعروف وسط علماء
الفلك، هو أن الثقب الأسود جسم غير مرئي، بطبيعته، لكن المادة الشديدة السخونة التي تمور في وسطه تشكل ما يشبه حلقة الضوء حول المحيط.
وتكشف هذه الحلقة من الضوء، فوهة الجسم، من خلال الاعتماد على صورته الظلية.
وصرح مدير التلسكوب، شيبرد دوليمان، تعليقا على الصور "لقد رأينا ما كنا نعتقده غير قابل لأن يُرى، وهذه أول نظرة مباشرة صوب الثقب الأسود".
ويشكل هذا الإنجاز العلمي تأكيدا لـنظرية النسبية العامة التي جاء بها العالم العبقري، ألبرت أينشتاين، كما تقدم معلومات أوفى للإجابة عن أسئلة كثيرة بشأن طبيعة الثقوب السوداء.