أثار فيلم وثائقي ألماني، يقارن بين التطعيم ضد كورونا لدى الاحتلال الإسرائيلي والأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، جدلا في الأوساط الصحفية في ألمانيا.
وانتقدت صحيفة “بيلد” الفيلم الذي أنتجه فريق المراسلين الشباب "STRG_F" التابع للقناة العامة ARD وZDF.
ورأت الصحيفة أنه ينتقد الإجراءات الصحية الإسرائيلية بخصوص تلقي اللقاح و"يؤلب المشاعر ضدها".
وأشار الفيلم إلى حرمان الفلسطينيين من اللقاح، في حين أن الاحتلال بلغ حد الاكتفاء وتخزين الجرعات، بل والاستغناء عنها.
وتتجول الكاميرا بين مختلف المناطق الفلسطينية وفي الداخل المحتل لإظهار الفروق في الوضع المعيشي والصحي، فضلا عن إشارة خاصة إلى المخيمات المنتشرة بالضفة الغربية وإجراءات الفصل العنصري وأبرزها الجدار العازل.
وأرسلت صحيفة "بيلد” رسالة استفسار حادة اللهجة بشأن الفيلم، وهو ما دفع القناة الألمانية للإجابة، بالتأكيد على تحمل الاحتلال مسؤولية وصول اللقاحات إلى الفلسطينيين.
وبحسب تقرير لموقع "القدس العربي" اللندنية، فإن صحيفة "بيلد" التي تعتبر من أكثر الصحف الألمانية انتشارا؛ تتبع هي وشقيقتها "فيلت" لمؤسسة "أكسل شبرينغر"، التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي وسياسته في المنطقة بشكل مطلق.
وادعت الصحيفة الألمانية أن المشكلة القائمة بعدم توفر اللقاحات "يتحملها الفلسطينيون" لأنه طبقا للاتفاقيات الموقعة فيجب على الفلسطينيين تحمل الإجراءات الصحية بمفردهم، ولا علاقة لإسرائيل بهم، وهو ما فندته مؤسسات دولية عدة.
واعتبرت "بيلد" أن الفلسطينيين يملكون الأموال ولكنهم "يوجهونها لأمور مختلفة مثل الانفاق على التطرف والإرهاب ورعاية عائلات مهاجمي إسرائيل".
يذكر أن انتقادات دولية عديدة طالت الاحتلال لامتناعه عن تزويد الفلسطينيين باللقاح، حيث أكدت "هيومن رايتس ووتش" في وقت سابق على موقعها الإلكتروني أن "إسرائيل ملزمة بموجب اتفاقية جنيف الرابعة" لضمان الإمدادات الطبية، بما فيها مكافحة انتشار الأوبئة.
وبحسب المنظمة، يتوجب على الاحتلال بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان، توفير اللقاحات بدون تمييز للفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرته، باستخدام ما تقدمه لمواطنيها كمعيار. والتزامات السلطات الفلسطينية الخاصة بحماية الحق في الصحة للفلسطينيين في المناطق التي تدير فيها شؤونهم لا تعفي "إسرائيل" من مسؤولياتها في وقت يشهد فيه العالم جائحة فيروسية غير مسبوقة.