افتتح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اليوم الثلاثاء، المقر العام الجديد للجنة الانتخابات المركزية، في مدينة البيرة، بحضور رئيس لجنة الانتخابات المركزية حنا ناصر، وممثل الاتحاد الأوروبي لدى دولة فلسطين سفن غوران بورغسدورف، وقناصل وسفراء الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى دولة فلسطين، وعدد من الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، ووزراء وشخصيات فلسطينية.
وألقى الرئيس عباس كلمة، هنأ فيها لجنة الانتخابات المركزية على الإنجاز الذي تحقق بافتتاح مبناها الجديد، قائلا، :"نهنئ لجنة الانتخابات المركزية بهذا المبنى العصري الذي يلبي احتياجاتها، ونشكرها على جهودها المستمرة منذ فترة طويلة إلى يومنا هذا، وهي لجنة قامت بأعمال جليلة، ومشهود لها بالنزاهة والاحترام من قبل الجميع، ونحترم قراراتها لأنها تسير في الطريق الصحيح وحسب القانون".
وتمسك عباس بخيار "حل الدولتين" قائلا :"أرد على رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت، وأقول إنه لا يمكنه أن يستمر إلى الأبد في رفض حل الدولتين، فماذا يريدون إذا كانوا يرفضون حل الدولتين، هل يقبلون بدولة واحدة كما قلت لهم في خطابي أمام الأمم المتحدة، هل يقبلون بالعودة إلى التقسيم وهذا حقنا الذي أقرته لنا الشرعية الدولية".
الانتخابات إلى أين؟
وتطرق عباس إلى ملف الانتخابات قائلا :"عندما نقول الانتخابات فإننا نعني أن الانتخابات تجري في الضفة الغربية والقدس وغزة، وإذا لم تقبل "إسرائيل" اجرائها بالقدس فلن يكون هناك انتخابات، لأننا على غير استعداد أن نركض وراء ترمب ومشاريع ترمب الذي قرر وحده أن تكون القدس موحدة وعاصمة لـ "دولة إسرائيل"، من أعطاه هذا الحق؟ رفضناه وأصرينا على الرفض، ولا زلنا نصر على الرفض".
وأضاف :"لجنة الانتخابات جاهزة وكانت دائمًا جاهزة لإجراء الانتخابات في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، كما هي الآن تُجري انتخابات بلدية ومحلية، وهذه الانتخابات ستجري على دفعتين، والملفت للنظر والذي نعتز به هو دور المرأة في هذه الانتخابات، أي أن المرأة تشارك بأكثر من 25% من القوائم، والجميل ايضًا أني شاهدت بعض القوائم جميعها من النساء، قائمة من 5 أو 6 أو 10 سيدات لقرية أو بلدة أو مدينة أو غيرها".
وتابع رئيس السلطة الفلسطينية :"هذا أمر نعتز به، ونقول للعالم نحن شعب حضاري، نحن شعب نعطي الجزء الأحلى عندنا حقه كاملا، وعليه أن يمارس هذا الحق كاملا، ويسير إلى الأمام، وإن شاء الله ستنجح هذه الانتخابات وهي الجزء الأول، ثم الجزء الثاني، ثم يأتي الوقت لنجري الانتخابات التشريعية في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية".
تطورات المصالحة
وفيما يتعلق بملف المصالحة قال، "نحن جاهزون كل الجاهزية للمصالحة، ولكن لنا طلب واحد هو إننا جمعياً نلتزم ونطبق الشرعية الدولية، فإذا حصل هذا فإن عجلة المصالحة ستجري فورا، وهذا هو الطريق السليم والصحيح لاستعادة الوحدة والسير في الطريق الديمقراطي".
وتطرق إلى اتهام الاحتلال الإسرائيلي لمنظمات فلسطينية بالإرهاب قائلا :"هناك ملاحظة جرت في الأيام الاخيرة وهي أن الحكومة الإسرائيلية اعتبرت بعض المنظمات المدنية منظمات إرهابية، المنظمات التي تتعامل مع الطفل والمرأة وحقوق الانسان أصبحت إرهابية، ربما يأتي يوم يقولوا لجنة الانتخابات أو مجلس الوزراء إرهابي".
وأضاف عباس :"هذا كلام سفيه لا يمكن القبول به أو لا يمكن أن نسمح به أن يمر، من قال إن هذه المنظمات إرهابية أو غيرها من الذي يقرر؟ الحكومة الإسرائيلية ليس لها ولاية إطلاقا على هذه الأرض وعلى هذه المدن وعلى هذه البلاد حتى تقرر من هو إرهابي ومن هو غير إرهابي، وأنا أقول ليسألوا أنفسهم من هو الإرهابي منذ عام 1947 إلى يومنا هذا".