16.6°القدس
16.29°رام الله
14.97°الخليل
19.41°غزة
16.6° القدس
رام الله16.29°
الخليل14.97°
غزة19.41°
السبت 27 ابريل 2024
4.79جنيه إسترليني
5.4دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.1يورو
3.83دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.79
دينار أردني5.4
جنيه مصري0.08
يورو4.1
دولار أمريكي3.83
وليد الهودلي

وليد الهودلي

الفيلم "صالون هدى"

أصبحت بوابة النجومية والشهرة معروفة والطريق إليها سهلًا، ما عليك إلا أن تفاجئ الناس وتمسّ قيمة عليا من قيمهم التي يعتزّون بها، فتحصد المسبّات واللعنات واللّايكات ويأتيك الساقطون من كل صوب وحدب كتهافت الذباب على القذارة، وهكذا تصبح على ألسنة الناس نجمًا من نجوم الفنّ والثقافة الرخيصة وتنتفع مادّيا أيضا من خلال اليوتيوب الذي عمّرته بما جادت به نفسك الخبيثة.

 

وكذلك فإن هناك المانحين بأجنداتهم المشبوهة خاصة في المجال الثقافي فما عليك إلا أن تفصّل على مقاسهم ووفق أهدافهم ومرادهم عندئذ تفتح لك حنفيّاتهم وتفوز في مهرجاناتهم ويرفع لك ذكرك في إعلامهم ومنتدياتهم.

 

أصحاب فيلم "صالون هدى" ساروا على درب من قبلهم نحو هذه النجومية إلا أنهم يدّعون أن لديهم رسالة في الفيلم وقد وصلت، الذين سبقهم أصحاب "فيلم أميرة" ضربوا المحتوى وقلبوا حقيقة ما جرى بخصوص النطف المحرّرة، أما هؤلاء فإنهم جعلوا من الهدف ما هو جيّد ومقبول ولكنّهم سلكوا طريقا شنيعا يضرب وجداننا وثوابتنا الثقافية الأصيلة، فقط استخدموا مشاهد إباحية صادمة، لماذا؟ هل كان هنا ضرورة، فأي ضرورة تدفعنا لضرب قيمنا؟ وأنا متأكد بأنه لم يكن هناك ضرورة وأنّه بالإمكان الوصول للهدف دون هذه المشاهد الفاضحة، وهذا ما يميّز الفن الهابط من الفن الأصيل الملتزم.

 

وهنا نصل لمقولة أكل منها الدهر وشرب وهي أن الفنّ للفنّ ولا داعي لأن يكون له رسالة أو قضيّة، وهل يجيز ذلك أن تتجاوز كل الحدود؟ وهل هي مطلقة ولكم الحريّة التامّة؟ ماذا لو ضربتم قيمة من قيم المانحين والممولين لكم؟ هل تفكّرون بهذا؟ ثم إنهم يدّعون أن لهم رسالة وهدفًا وقد نتفق على الهدف ولكن كما الأهداف شريفة يجب أن تكون الوسائل شريفة وإلا كنا من أتباع مياكافيلي حيث اعتبر أن الغاية تبرّر الوسيلة. وهي القاعدة التي اعتمد عليها الاستعمار الذي جاء ليعمّر حسب ادعائه فدمّر البلد وقتل وشرّد أهلها.

 

لقد تمكّن أصحاب هذا الفيلم من فتح قنوات الشهرة في عالم الفنّ الهابط وعرفوا من أين تؤكل الكتف ولكنهم في ذات الوقت أُغلقت قلوب شعوبهم وسقطوا سقوطا مدوّيا وشطبوا أنفسهم من قوائم الفنانين الشرفاء الأوفياء لأوطانهم وقضيتهم.

 

وهناك فلسطينيًّا البديل رغم ضعف الإمكانات وندرة الرعاية للفن الذي يعبّر عن الروح الفلسطينية، هناك على سبيل المثال إنتاجات مركز بيت المقدس للأدب في أفلامه السينمائية الروائية مثل فيلم ستائر العتمة ومدافن الأحياء والصفقة وأبو النور، إلخ، ولا يعني أبدا إذا كان الفن حاملا لرسالة وخادما لقضية ألا يكون ممتعا ومشوّقا وجميلا ولنا أسوة في مسلسل التغريبة الفلسطينية ومسلسل يوسف الصديق الإيراني حيث قوة السينما الإيرانية بقوة القصة، وكذلك المسلسلات التركية الجديدة مثل أرطغرل وعثمان والدراما السورية التي أنتجت الكثير الذي بثّ الروح الوطنية وكان في قمة الروعة الفنيّة مثل باب الحارة والخوالي والموت القادم من الشرق وصلاح الدين والقائمة طويلة.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن