20.56°القدس
20.38°رام الله
19.42°الخليل
24.18°غزة
20.56° القدس
رام الله20.38°
الخليل19.42°
غزة24.18°
الجمعة 22 نوفمبر 2024
4.68جنيه إسترليني
5.24دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.89يورو
3.71دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.68
دينار أردني5.24
جنيه مصري0.07
يورو3.89
دولار أمريكي3.71
د. يوسف رزقة

د. يوسف رزقة

هرولة إسرائيلية نحو صراع ديني

بينيت رئيس وزراء حكومة الاحتلال يعلن أنه لن يسمح بتدخل أجنبي في القدس. وبأن القرار في القدس والمسجد الأقصى، تحديدًا، إسرائيلي فقط! هذا التصريح الخطير فيه إعلان حرب على الوصاية الهاشمية الأردنية، وهو أحد أكثر التصريحات عداء للأردن منذ توقيع اتفاقية وادي عربة ١٩٩٤م. كما ذكرت صحيفة عكاظ السعودية.

 

ما قاله بينيت بلغة صريحة، هو ما يقوله غيره ممن قادوا حكومات تل أبيب، وهو ما عملت له حكوماتهم المتعاقبة، وجماعتهم المتطرف، كجماعة الهيكل وغيرها. المهم الآن عندهم أن الوقت قد حان ليطبق بينيت رؤيته الدينية التلمودية للقدس وللمسجد الأقصى، وهي رؤية تتماهى مع رؤية جماعة الهيكل، وكل من يسعى لتقسيم المسجد!

 

برتوكول الرعاية الأردنية للمسجد الأقصى ليس عملًا دائمًا للأبد، إنه كان لحاجة اقتضها المرحلة التي وقع فيها الاتفاق، حيث كانت مصالح (إسرائيل) في هذا البرتوكول، اليوم لا توجد مصالح لدولة الاحتلال في هذا البرتوكول، لذا يجب وقف العمل به دون إعلان عن إلغائه! ومن ثمة كان تصريح بينيت تلبية لهذه المتغيرات على مصالح دولتهم.

 

من المؤكد أن الأردن سيغضب من هذا التصريح، وقد يرى فيه إضرارًا بالدور الأردني، ولكن هل يملك الأردن غير الغضب؟! الغضب ترجمة وجدانية لحالة مستفزة، والبقاء عندها يعني ذهاب حكومة الاحتلال بما أرادته، وبما خططوا له، وعودة الأردن لقضم أصابعه ندمًا على ما كان، وعلى فرص ضاعت ولم يستفد منها شيئًا!

 

نعلم أن ردة الفعل الفلسطينية الشعبية هي الرفض المطلق لتصريحات بينيت، لا انتصارًا للرعاية الأردنية، بل انتصار لدين الإسلام ومقدسات المسلمين. نعم هي تلتقي مع الغضب الأردني، ولكن غضبة السياسة والولاية شيء، وغضبة الدين وحرمة المقدسات شيء آخر، ومع ذلك لا يصعب الجمع بينهما، والتوحيد بين حملتهما، ولكن هذا يقتضي من الجهات الرسمية الأردنية البحث عن الشعب الفلسطيني في هذه المسألة، وإقامة برتوكول تعاون معه.

 

يبدو أن الصراع مع المحتل الإسرائيلي قد دخل بعمق في دائرة الصراع الديني، وهذا أمر نلمسه في كل خطوة يخطوها بينيت، الذي يذهب في هذا الاتجاه الضيق العنصري بعقيدة دينية، وليس بقرار سياسي. ومن المعلوم أن الصراع الديني غير الصراعات الأخرى، ومن ثمة يجدر بكل المؤمنين بإسلامية الأقصى أن يتحدوا في الدفاع عن الأقصى. الأقصى عادة عمل جمع وتوحيد بين المسلمين، وليس عامل تفريق، كان ذلك قديما وسيبقى كذلك في عصرنا، ولا راحة للمسلم ما لم يتحرر الأقصى.

المصدر / المصدر: فلسطين الآن