17.77°القدس
17.48°رام الله
16.64°الخليل
22.52°غزة
17.77° القدس
رام الله17.48°
الخليل16.64°
غزة22.52°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: تكية سيدنا "إبراهيم" ملاذ الفقراء في رمضان

مع حلول شهر رمضان المبارك والذي يحمل الخير والبركات للناس جميعاً، يتدافع الناس على أبواب التكية الضيقة المزدحمة للحصول على حصتهم من وجبات الطعام المتنوعة التي تكون طعامهم على مائدة إفطارهم نظراً لضيق الحال الذي يعيشوه وظروفهم المادية الصعبة. وتعرف مدينة الخليل عبر التاريخ بأنها "المدينة التي لا يجوع أهلها"، ويعود ذلك لتكية "سيدنا إبراهيم" التي تعتبر المصدر الأول للفقراء والمحتاجين لسد رمق جوعهم على مدار العام ولا تنقطع من أهل الخير، ويزيد الأمر في شهر رمضان الكريم. [title]توزيع آلاف الوجبات على الفقراء[/title] وأعلنت "تكية إبراهيم الخليل" أنها بدأت منذ الأربعاء الماضي، توزيع آلاف الوجبات الغذائية الرمضانية على المحتاجين والوافدين، برعاية وزارة الأوقاف ، وعلى نفقة أهل الخير في محافظة الخليل. وقال بيان صادر عن وزارة الأوقاف، إن تكية سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام بدأت باستقبال الآلاف من المنتفعين والوافدين إلى التكية، بإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية. وبدأ الإعداد لهذه الوجبات قبل شهر من بداية هذا الشهر الفضيل، وتم توزيع ما يقارب طن من الدجاج للوافدين، على نفقة أصحاب الخير في محافظة الخليل. ومع كل عام يزداد أعداد المستفيدين من التكية وما تقدمه من طعام ووجبات إفطار، فرغم ضيق المكان والعجز في بعض الأحيان بتوفير مواد الطبخ لكن ذلك لا يعني أنها تتوقف، فأكثر من 3500 عائلة فقيرة ومحتاجة من كافة أنحاء محافظة الخليل تعتمد عليها لتوفير طعام الإفطار في الشهر الفضيل . ومع ازدياد الحاجة في صفوف أهالي المحافظة بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية وتأخر الرواتب ومنع العمل بالداخل المحتل وارتفاع نسبة البطالة، تزداد الحاجة للمزيد من كميات الطعام التي يتم طهيها يوميا في التكية . ورغم أن عشرات العاملين فيها يبدؤون عملهم بعد صلاة الفجر يومياً ويمتد العمل لساعات العصر، لإعداد وجبات اللحم الأبيض والأرز التي تزداد في رمضان لكن ذلك لا يعني كل فقير ومحتاج تمكن من الحصول على حصته، فالعاملون فيها يؤكدون أن الأعداد في هذا العام ازدادت بشكل أكبر من المتوقع . ولا يتردد محتاج أو فقير سواء رجل أو امرأة أو طفل أو عجوز من الذهاب إلى التكية التي تقع إلى جانب الحرم الإبراهيمي، حتى يحصل على ما يرى أنه حق لا تمنعه قوات الاحتلال التي تنصب الحواجز في محيطها ولا قلة الدعم أو عدم كفايتها من أن يناله ليطعم أطفاله. [title]طعام متنوع[/title] ولا يقتصر الطعام على اللحم الأبيض والأحمر والأرز بل يشمل أيضا الخبز وشوربة الفاصولياء، وما يجود به أهل الخير والجهات الخيرية من مواد تقدم للفقراء. وكشفت مصادر بالتكية أن محاولات حثيثة كانت في وقت سابق للحصول على موافقة سلطات الاحتلال بتوسيع مكانها وإعادة ترميمه لتهيئته بشكل أفضل لاستقبال الفقراء، لكن الاحتلال جعل من هذا الطلب فرصة للمساومة على القيام بخطوات "إعمار" في الحرم الإبراهيمي وخاصة بالأجزاء التي يسيطر عليها المستوطنون لتهويدها ، وهو ما رفض فلسطينياً . وتعتبر "التكية" الوحيدة في الضفة الغربية التي تقدم هذه الخدمات للفقراء، بينما يوجد في القدس ما تعرف بتكية "السلطان"، وهو ما يجعل الدعوات تتزايد لتطبيق التجربة التي بات عمرها مئات الأعوام لتكون عنوان لمساعدة المحتاجين . ولا يقتصر الدعم للتكية من أهالي الخليل، بل يمتد لأيدي الخير من هيئة الهلال الأحمر التي تبرعت بمليوني درهم سنويا لتمويل وجبات غذائية لفقراء الحرم الإبراهيمي، والتي تضاعفت هذا العام . [title]تاريخ عريق[/title] أما تاريخيا فيعود عمْر التكية للقرن التاسع الميلادي عندما أنشئت لتقديم الطعام إلى فقراء المدينة وأهل العلم فيها وضيوفها؛ إكراماً لأبي الأنبياء "سيدنا إبراهيم عليه السلام" الذي كان معروفاً بكرمه، ويوجد قبره في المغارة أسفل الحرم الإبراهيمي الشريف. ولكل رمضان قصة أخرى تجسد من قصص الفقر التي يسببها الاحتلال والحصار تجعل المزيد يضطرون لأن يكونوا مستفيدين من "سر منع الجوع".