رأت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن الفصائل المنضوية تحت عباءة منظمة التحرير والتي تدعو الحركة إلى عدم التدخل في الشأن المصري "غارقة حتى الأذنين" في تدخلها في الحالة المصرية وتؤيد طرفاً على حساب طرف آخر، فيما خطّأ محلل سياسي توجه بعض الفصائل الفلسطينية لحشر حماس في الزاوية ، داعياً إياها لتغليب المصلحة العليا للشعب الفلسطيني والتوقف عما أطلق عليها "الانتهازية السياسية". وتشن وسائل الإعلام المصرية التابعة لمعارضي الرئيس المصري محمد مرسي حملات مكثفة من التشهير ضد حركة حماس تستند في معظمها إلى "أكاذيب" تتعلق بتدخل حماس في الساحة الداخلية المصرية ، وتتماهى معها حركة فتح وبفصائل منظمة التحرير كما تقول حماس. [title]ضربة استباقية وإسقاط نفسي..[/title] واتهم القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل في تصريحات خاصة لموقع "[color=red]فلسطين الآن[/color]" صباح الأحد، الفصائل التي وصفها "بالجوقة الصغيرة التي بمجرد أن يطبل عباس يزمرون" بممارسة حالة من الإسقاط النفسي على حركة حماس، حسب قوله، كاشفاً عن قيام بعض هذه الفصائل بالاتصال بجانب مصري ضد جانب مصري آخر. وقال :" التنظيمات التي تسير وراء حركة فتح أهلكت الشعب الفلسطيني وضيعت كل التراث النضالي من خلال هذه الأسماء التي تظهر أحياناً وتختفي أحياناً وفق الأجندة الإسرائيلية الأمريكية". واعتبر البردويل أن الاتهامات لحماس هي ضربات استباقية، فهم ،وفق قول البردويل، يفعلون كل الجرائم بحق الشعب الفلسطيني ثم كضربة استباقية للفت النظر يتهمون الخصم اللدود بالنسبة لهم حماس. وأضاف:"ينسقون مع الاحتلال ليل نهار ولا يجدون أمامهم عدواً غير حماس وبالتالي يكيدون لها ويرسمون كل الخطط الإعلامية ويبدؤون بضخ أكاذيب في وسائل الإعلام ويسقطونه على حركة حماس". ووصف البردويل هذه الحملة بأنها واضحة ومكشوفة للجميع، مبدياً عدم استغرابه من مواقف من وصفهم بـ" أشباه الفصائل" والتي خلقتها حركة فتح بما تقدمه من مال منظمة التحرير لرشوتهم من مال الشعب الفلسطيني وتطلب منهم أن يفقدوا ضميرهم، وبدل من أن يكونوا أعداء للعدو الإسرائيلي يجعلونهم أعداء لحركة حماس والشعب الفلسطيني، على حد قوله. وعبر البردويل عن عدم خشية حركته مما يحدث في مصر، معتبراً أن قطاع غزة هو جزء من فلسطين وفلسطين قضية كبيرة جداً والمقاومة هي عنوان لكل الأحرار في العالم العربي والإسلامي ولها عمق شعبي كبير جداً ، نافياً إمكانية أن تفقد الدعم أو العمق الذي يجعلها قادرة على الصمود طويلاً. [title]"انتهازية سياسية"[/title] من جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني أن غزة تتأثر كثيراً بما يحدث في مصر بحكم الجوار الجغرافي والترابط الثقافي والاقتصادي وبحكم دور مصر الريادي. ورأى الدجني في تصريحات خاصة لـ"[color=red]فلسطين الآن[/color]" صباح الأحد، أن البعض الفلسطيني ينسجم مع حالة الانفلات الإعلامي من قبل بعض وسائل الإعلام المصرية تجاه حركة حماس وقطاع غزة، ويعمل على تغذيتها وتسمينها، مشدداً على أن المتضرر ليس حركة حماس لوحدها وإنما كل الشعب الفلسطيني. ودعا الدجني جميع القوى الفلسطينية إلى تغليب الصالح العام والتوقف عما أسماها "الانتهازية السياسية"، معتبراً أن حشر حماس بالزاوية تضر القضية الفلسطينية. وشدد الدجني على أن مصر ظهير حامي للمقاومة وداعماً لها، وقال:"في حال تشكل رأي عام ضد الفلسطينيين في مصر فإن ذلك سينعكس سلباً على المقاومة وعلى المواطن الفلسطيني الذي بدأ يشعر أنه مواطن غريب وهو يسير بشوارع مصر". تجدر الإشارة إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس وعبر ناطقيها وقادتها أكدت أكثر من مرة أنها لا تقف مع طرف ضد طرف في الساحة المصرية وأنها لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري بشكل مطلق اتساقاً مع مبدئها المعروف بعدم التدخل في الشئون الداخلية لأي دولة من الدول العربية.