قبل عدة ليالٍ أطل القمر علينا بلونه الذي يعج بالحمرة، وكأنه صفحة دائرية باتت تقترب من الأرض تلامسها، بات كأنه وجه ثائر يستمد من دم الأرض عنفوانه، بل كانه قطعة من صفيح ملتهب!
هي ظاهرة غريبة اعلنتها وكالة الفضاء العالمية (ناسا)، حيث يطل القمر على سماء الأرض بلونه الأحمر الغريب، وكأنه جاء يقول للأرض انه يشعر بها، ويشاطرها حزنها من جراء سيلان الدماء العربية في جميع أرجائها.. جاء ليقول للعرب ان حافظوا على ماء وجوهكم التي لم تعد تسيل فيها الدماء.. جاء ليعلن للجميع أن هناك ظلما قد ضاقت به الأرض.. ودماء قد حارت فيها تربتها.. فأخذت تتصعد للسماء.. لتهاجر بعيدا بعيدا عن اصحابها.
جاء القمر ليعلن للعالم أجمع ان هناك آيات كونية قد يغيرها الله تعالى بين ليلة وضحاها، ودون سابق انذار، جاء ليذكرنا ان بلادنا المغتصبة قد تعود بين ليلة وضحاها بعد صحوة قريبة إن أردنا نحن ذلك!
جاء القمر بلونه الاحمر ليذكرنا ان القدس أسير.. وان الدماء الفلسطينية تنزف.. كما هو حال الاقصى الذبيح، جاء القمر ليعلن ان فلسطين لن تعود الا بالدم.. جاء القمر ليطل علينا.. دون ان يذكرنا بمساء الأمنين؟!