14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
17.67°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة17.67°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

خبر: هل تكرر (إسرائيل) جريمة "رصاص مصبوب"؟

لو عاد الزمان بدولة الاحتلال ثلاثة أعوام إلى الخلف لما تجرأت على خوض معركة " رصاص مصبوب" للكارثة التي حلت بها بسبب تلك الحرب غير المتكافئة، فهي لم تحقق أياً من أهدافها السياسية والعسكرية المعلنة وغير المعلنة، وخذلت كل الأطراف التي تآمرت على قطاع غزة،ولحقها عار الهزيمة ولاحقت قادتها محاكم الجنايات الدولية وكسرت شوكتها في المحافل الغربية. (إسرائيل) تتوعد قطاع غزة بحرب أشد من "رصاص مصبوب"،وقد تزايدت غاراتها الجبانة واستهدافها لقادة ميدانيين ومواطنين عزل، فهل تمتلك دولة الاحتلال القدرة والجرأة على شن حرب على القطاع؟. قبل عملية " رصاص مصبوب" كان التحدي بين (إسرائيل) وأمريكا من جهة وبين حكومة حماس في غزة من جهة أخرى على أشده، وذلك بسبب فوز حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006،ثم تبعها نجاح عملية الوهم المتبدد وأسر شاليط والاحتفاظ به دون أن تتمكن دولة الاحتلال من فعل شيء يذكر، وكذلك تفرد حماس بحكم القطاع وصمودها أمام حصار شديد لمدة عامين دون إبداء تنازلات بل والرد بصواريخ المقاومة على أي انتهاك إسرائيلي، تلك الأسباب مجتمعة_ مضافا إليها الرغبة في محو عار هزيمتها في جنوب لبنان_ حملت (إسرائيل) على اتخاذ القرار، وساعدها في ذلك تواطؤ بعض الأنظمة العربية في حصارها لغزة ومقاطعتها لحكومة حماس خشية من تكرار التجربة الديمقراطية وفوز الإسلاميين في بلدان عربية مجاورة، وكذلك فإننا نتذكر أن (إسرائيل) سعت إلى توفير مظلة دولية تمنع أي تدخل سلبي لمجلس الأمن وجعلتها شرطا ضروريا لبدء العمل العسكري الإجرامي ضد قطاع غزة، وقد كتبت مقالا حينها بعنوان" قادة (إسرائيل) يهيئون الرأي العام لمجزرة جديدة في غزة". استبعد أن تفاجئنا دولة الاحتلال بحرب شبيهة بـ(رصاص مصبوب)، لأنها الآن تعاني من عزلة شديدة نتيجة حربها السابقة ومضاعفات حصارها لغزة ولا يمكنها توفير أي مظلة لجريمة جديدة سواء غربية أو عربية، ولأن مشكلتها الآن أكبر من حكم حماس لغزة،حيث لا تشكل غزة والمقاومة فيها خطرا وجوديا بالنسبة لدولة الاحتلال أما ما يحدث في مصر وتونس والمغرب ودول الجوار يشكل بالتأكيد خطرا وجوديا عليها، وإلى أن تبدأ الحرب الفاصلة فإن التعايش السلمي مع المحيط الإسلامي بحكامه الجدد هو الخيار الأوحد بالنسبة لـ(إسرائيل) وذلك يقتضي منها كف الأذى ووقف جرائمها في فلسطين. أما بالنسبة للغارات الجبانة _المصاحبة للتهديدات برصاص مصبوب ثانية والمتزامنة مع الذكرى الثالثة لحرب الفرقان_ التي تشنها دولة الاحتلال على قطاع غزة فإنما هي ترجمة لانكسارها وتفريغا لأحقادها وسعيا منها لجر المقاومة إلى تصعيد محدود يشوش على مسار المصالحة الداخلية، وقد تظن (إسرائيل) أنها بتهديداتها تؤثر نفسيا ومعنويا على الشعب الفلسطيني.